النملة المهندسة البارعة تعيش النملة في أماكن عديدة في مجموعات ولا تستطيع العيش بمفردها و تتخذ بيوتاً ومساكن فنجدها تحت الأرض على عمق 10 أمتار، حيث تكون درجة الحرارة مناسبة لها طيلة أيام السنة وتحت الشجر و تتواجد في جميع المناطق عدا مناطق الثلوج والقطبين تبنى مساكنها بطريقة هندسية رائعة تضمن عدم وصول الحرارة المرتفعة كما تمتلك أعشاشها فتحة للتهوية ونظاماً يضمن وصول رطوبة وحرارة تناسبها فالنمل الأبيض الذي يعيش في مناطق حارة يتجه لبناء مساكن شاهقة الارتفاع تصل لحوالي 7 أمتار لكنها منبسطة وتتجه ضلوعها الضيقة نحو الجنوب، ففي أثناء النهار تسقط أشعة الشمس على جوانبها فتعمل على التدفئة وفى منتصف النهار تعكس الأشعة وتبنى قنوات داخل العش تسمح للهواء بالمرور عبره كما يحفر أنفاق تحت الأرض يمر عبرها الماء فيساهم ذلك في توفير الحرارة والرطوبة للمسكن كما يمتلك النمل وسائل حماية خاصة ضد الجراثيم والميكروبات حيث يفرز مادة حمضية تغطى جسده ويلصقها كذلك في بيته كنوع من الحماية. وبيت النمل يحتوى غرف عديدة مخصصة فهناك غرفة ملكية ،غرفة حضانة، غرفة دفيئة، مخزن للحبوب، غرف تدفئة مركزية، غرف جاهزة، ونظام دفاع هوائي ومداخل جانبية وأخرى رئيسية. النمل لم يدخل كلية الهندسة فمن الذي علمه أن يصمم مسكنه بتصميم دقيق؟ إنه الخالق الذي خلق فسوى و قدر فهدى.
مجتمع النمل منظم ومحافظ يعيش النمل في مستعمرات وكل مستعمرة لها رائحة مميزة عن الأخرى وكل فرد في المستعمرة يعرف طبيعة عمله ويقوم بما هو مطلوب منه على أكمل وجه دون أن يضيع أي وقت، ويتعاون الجميع من أجل المصلحة الجماعية حيث يسود تقسيم العمل بطريقة مثالية للغاية على الرغم من تشابه الشكل العام للنمل كذلك النظام الذي يسود المستعمرات متشابه فهو يتكون من 3 أجزاء رئيسية وكل مستعمرة قد تتواجد فيها ملكة أو اثنتان تخضع لنظام الفرق:
فرقة أولى: تضم الملكة والذكور ليقوموا بمهمة التكاثر ويتميز حجم الملكة بأنها أكبر حجماً من باقي النمل. فرقة ثانية: هم الجنود ويتولوا مهمة تأسيس المستعمرة وإيجاد البيئة الملائمة لها والصيد . والفرقة الثالثة :هي الشغالات وهن إناث عقيمات يعتنوا بالنملة الأم وصغارها والنظافة والبحث عن الطعام . ولكل فرقة بنية جسمية تتناسب مع وظيفتها. يوجد في العش فتحة تطل على العالم الخارجي وتعطى للمسكن تهوية وعلى باب العش بواب بحجم وشكل يتناسب مع فتحة المدخل لا يسمح لأحد بالدخول إلا لمن يمتلك بطاقة الدخول وهى عبارة عن رائحة تميز أعضاء كل مستعمرة عن الأخرى حيث يمتلك النمل حاسة شم قوية يميزون فيها بين أفراد المستعمرة وبين الأصدقاء والأعداء حيث تمرر النملة الشغالة قرون الاستشعار على جسم النملة الداخلة للعش برفق فإذا كانت النملة من مستعمرة أخرى من نفس النوع يضيفونها فى عشهم ولكنها تأخذ نصيباً أقل في الطعام إما إذا كانت غريبة عنهم يحيطون بها ويرشونها بحمض النمليك formic acid أو بمادة سامة وكما ذكرنا سابقاً فإن الإناث هي التي تتولى جزءاً كبيراً في الحماية والدفاع عن أي خطر مفاجئ لنرى مدى الدقة العجيبة في الآية (وقالت نملة ) حيث وردت بالتأنيث. وفى عالم النمل أسرار النملة تستطيع أن تحمل ما يزن ضعف جسمها بعشرين مرة فماذا لو أرادت حمل البذور الكبيرة والأشياء الثقيلة؟ يعرف مجتمع النمل بالتعاون ففي حالة وجود كميات كبيرة من الطعام تتكاتف الشغالات في جمعه وتخزينه وعندما ينقص الطعام تبدأ بإطعام النمل الجائع من خلال كيس مطاطي احتياطي تمتلكه عند مدخل بطنها تحفظ فيه الطعام فلا أحد يجوع في هذا المجتمع الرحيم لا عجب فيما قاله عالم النمل في كتابه (إن النملة هي بلا منازع أنبل وأشجع وأسخى وأخلص وأكثر المخلوقات هذه الدنيا خيراً ).
0 التعليقات:
إرسال تعليق